مبارك بريئاً... والصحافة الغربية تنعى «الربيع العربي»

مبارك بريئاً... والصحافة الغربية تنعى «الربيع العربي»

كانون الأول 1, 2014

مبارك بريئاً... والصحافة الغربية تنعى «الربيع العربي» Image_4_1

نسيت الصحافة الغربية «داعش»، أو ربما وضعته وتهديداته اليومية في أسفل سلّم الأولويات. كما أهملت إلى بعد حين تراجع أوباما على الساحتين الأميركية الداخلية والعالمية الخارجية. كما أنّها وضعت جانباً الصحوة الأوروبية إزاء فلسطين بعد عقود على الوعد المشؤوم، أما القضية الأساس التي تناولتها مختلف الصحف الأميركية والأوروبية، فتتمثل في براءة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونيه أحمد رمزي وعدلي فايد وحسن عبد الرحمن وإسماعيل الشاعر بالبراءة في قضية قتل المتظاهرين إبان ما عُرف بـ«ثورة 25 يناير».

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة «إلموندو» الإسبانية إنّ الحكم بالبراءة كان متوقعاً.

أما صحيفة «إيه بي سي» الإسبانية فحذّرت من الغضب الذي سينتاب ثوار «25 يناير».

صحيفة «غارديان» البريطانية حاورت مجموعة من أهالي الضحايا الذين قُتلوا إبان ثورة «25 يناير»، الذين مثّل قرار المحكمة صدمة لكثيرين منهم، معتبرين أن «الشهداء قُتلوا مرّتين».

مجلة «تايم» الأميركية كانت الأكثر حدّة، إذ رأت أن إسقاط الاتهامات عن مبارك ومعاونيه يُعتبر انتكاسة أخرى لما تبقى من روح الثورة الأهم في «الربيع العربي». فيما وافقتها صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية الرأي، إذ اعتبرت أنّ براءة مبارك تُمثّل وضع ختم قضائي على انتكاس الثورة.

«إلموندو»: مبارك يحصل على البراءة بعد 1388 يوماً من سقوطه

اهتمت الصحف الإسبانية بخبر براءة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونيه أحمد رمزي وعدلي فايد وحسن عبد الرحمن وإسماعيل الشاعر بالبراءة في قضية المتظاهرين، وقالت صحيفة «إلموندو» إنه بعد 1388 يوماً من سقوط مبارك، ها هو يحصل على البراءة. مشيرة إلى أن الحكم بالبراءة كات متوقعاً.

أما صحيفة «إيه بي سي» الإسبانية فقد حذّرت من الغضب الذي سينتاب ثوار «25 يناير» وآخرين من المصريين بسبب حق الشهداء الذين استشهدوا في «ثورة يناير»، كما أنها فرصة للإخوان المسلمين لأن يظهروا مجدّداً ليُظهروا مساوئ ما يحدث وانتقاد القضاء والحكم في مصر، والقيام بمحاولات جديدة لزعزعة الاستقرار.

«غارديان»: حكم براءة مبارك رصاصة موجّهة إلى أهالي ضحايا الثورة

رصدت «غارديان» ردود الفعل التي تركها حكم البراءة على الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك وأعوانه، بين الجماهير التي اصطفت خارج مقر المحكمة التي عقدت السبت. وحاورت «غارديان» مجموعة من أهالي الضحايا الذين قُتلوا إبان ثورة «25 يناير»، وقال والد أحمد خليفة إنه يعتبر أن نجله قتل اليوم، واصفاً حكم البراءة بالرصاصة الموجّهة إلى أهالي ضحايا الثورة، متهماً مؤسّسات الدولة بإطالة أمد القضية حتى تسقط التهم عن الرئيس الأسبق وأعوانه. وأضاف أحد المتظاهرين ضد حكم البراءة لـ«غارديان»، أن قرار المحكمة مثّل صدمة لكثير من أهالي الضحايا، فهو رأى دماء هؤلاء الضحايا منذ أربع سنوات، وحمل جثث بعضهم أثناء الاشتباكات مع قوات الأمن، لافتا إلى أنه على رغم ذلك، فإنّه كان يتوقع هذا الحكم، نظراً إلى أن الدولة تشهد عودة رموز من عهد الرئيس الأسبق.

وقالت «غارديان» إن منطقة وسط البلد في القاهرة شهدت تجمهراً لمتظاهرين غاضبين من حكم البراءة، إذ انتشرت الهتافات المناهضة للرئيس السابق ووزير الداخلية حبيب العادلي، ما أدّى إلى تدخل قوات الأمن التي فرقت الجماهير مستخدمة الغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه.

ونشر تقرير «غارديان» نقلاً عن تصريحات المتحدث بِاسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار للوكالة الإخبارية «رويترز» وفاة متظاهرين في تلك الاشتباكات التي فضّها الأمن.

«تايم»: تبرئة مبارك ضربة أخرى لروح الثورة المصرية

وصفت مجلة «تايم» الأميركية الحكم في قضية محاكمة القرن، والذي قضى بتبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي ومعاونيه، بأنه ضربة أخرى لروح الثورة المصرية، وينظر إليه كانتكاسة كبرى لما تبقى من حركة «الربيع العربي». ورأت الصحيفة أن الحكم يمثّل ضربة لمصريين كثيرين، الذين شاركوا في الثورة، وطالبوا بمحاسبة مبارك عن 30 سنة من الحكم القمعي، وعن قتل أكثر من 800 متظاهر خلال الثورة. كما نقلت عن سارة لي واتسون، المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أن الحكم يمثل صفعة جديدة لكل مصري آمن بأن الثورة يمكن أن تحقق العدالة في حياته.

وتابعت «تايم»، إن إسقاط الاتهامات اعتبر انتكاسة أخرى لما تبقى من روح الثورة الأهم في «الربيع العربي»، فعدد من التغييرات المؤسسية التي أسفرت عنها الثورة تم التراجع عنها. وأشارت إلى ظهور مبارك في قاعة المحكمة، أمس، وقالت إنه ارتدى نظارته الشمسية ولم يبدِ انفعالا كبيًر.

كما رصدت المجلة الاحتجاجات التي حدثت في ميدان التحرير بعد ساعات من صدور الحكم، ونقلت عن أحد المحتجين قوله: أريد أن أطرح سؤالاً، كيف مات المتظاهرون، هل كان ما حدث فوتوشوب، أم أنهم قتلوا أنفسهم؟».

واعتبرت المجلة الأميركية أن حكم المحكمة هو الحلقة الأحدث في ملحمة قانونية طويلة ومعقدة من المرجح أن تستمر مع إعلان النائب العام أمس عن عزمه الطعن على الحكم.. كما رأت أن الحكم جزء ممّا أسمته بالتفاعل المعقد بين القضاء والحكومة.

«صنداي تلغراف»: تبرئة مبارك ختمٌ قضائيّ على انتكاس الثورة

نشرت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية مقالاً تحليلياً تطرّق فيه كاتبه، ريتشارد سبنسر، إلى قرار محكمة مصرية تبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك من التهمة الموجهة إليه بالتآمر لقتل متظاهرين في الانتفاضة التي انتهت بتنحيه عن منصبه.

يقول كاتب المقال إن قرار المحكمة يعيد العجلة دورة كاملة إلى الوراء، وأنه سيُنظر إليه، من طرفَيْ السياسة الممزّقة في مصر، على أنه وضع ختم قضائي على انتكاس الثورة.

ويصف الكاتب يوم الغضب 28 كانون الثاني 2011 في مصر بأنه كان من أكثر لحظات التاريخ المعاصر في الروعة والدراما، إذ تراجعت قوات شرطة مبارك مرهوبة الجانب أمام آلاف المحتجين الذين احتشدوا في مواجهة الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه.

ويشير سبنسر إلى أنه بعيداً عن كاميرات كانت هناك قصة أخرى، إذ شرعت حشود في إضرام النار بمراكز الشرطة في ضواحي القاهرة ومدن أخرى، بينما راحت قوات الأمن تطلق النار على المحتجين مباشرة.

ويطرح ريتشارد سبنسر التساؤل في شأن من أعطى الأوامر بإطلاق النار، هل جاءت من القمة؟

ويجيب أن تركيبة المسؤولية السياسية في مصر تجعل من المستحيل ألا تكون الأوامر صدرت من القمة، لكن قرار المحكمة يفيد بأن الأوامر لم تصدر مباشرة من القمة.

ويمضي الكاتب قائلاً إن من المستحيل سياسياً أن يدفع مبارك ووزير داخليته، حبيب العادلي، ثمناً قضائياً لما وقع في تلك الأيام.

ويضيف كاتب المقال أن الأهم من ذلك كله أن الرئيس القوي الحالي، عبد الفتاح السيسي، وصل إلى منصبه من خلال الأسلوب المتشدد الذي اتخذه في التعامل مع المحتجين على الانقلاب العسكري الذي جاء به إلى الحكم. فقد قُتل ألف محتجّ في آب من العام الماضي، ولكن مصدر الأوامر بإطلاق النار معروف ومسجّل هذه المرة، بحسب الكاتب.

» حركة اوتوبور التي قادت الربيع العربي باشراف وتمويل من الاجهزة الغربية
» من "الربيع العربي" إلى الاستعمار الجديد؟
» الربيع العربي ، لماذا لا يتحرك ؟ .
» الربيع العربي يطرق باب أردوغان
» هل سيعصف “الربيع العربي” بالأردن هذا العام ؟