"حسنة داعش".. جمعت خصوم وأقلقت عروش ومن ثم أظهرت قوة سوريا

[rtl]

"حسنة داعش".. جمعت خصوم وأقلقت عروش ومن ثم أظهرت قوة سوريا Oi8vYXJhYmktcHJlc3MuY29tLy91c2VyZmlsZXMvMTQwOTgxNjQxNDc2NzEyMTcuanBn

الملف السوري
[/rtl]

مع الحملات الدينية التي يتباهى بها تنظيم "داعش" والدعوات التي حملها على عاتقه من نشر الدعوة وتعاليم دينية "طبعاً كلها كاذبة"، يمكن القول إنّ "حسنة" تضاف إلى سجله المليء بالسيئات، في أنه وحد خصوم سوريا، وجمعهم، من الغرب الخائف من اقتراب الإرهاب إلى داخل أراضيهم، وذلك أن أقلقهم الخطر "الداعشي" القادم إليهم، أيضاً هز عرش الخليجيين ودفعهم إلى عقد المزيد من الاجتماعات واللقاءات ونسيان الخلافات الماضية وعدوة التمثيل الدبلوماسي من أجل مواجهة الخطر الأوحد.. "داعش".
وسط هذا كله، ما رددته سوريا خلال سنوات الإرهاب المجتمع عليها، تحقق اليوم.. سوريا اليوم قوة لا يمكن أن تقهر حتى لو اجتمع العام كله على الإرهاب فيها، طبعاً الكلام بشهادة أعداءها قبل أصدقاءها، فدول كبرى لم تستطع أن تكبح جماح الخطر "الداعشي" في وقت يضرب جيشها مقرات للإرهاب ويزلزل أبناءه.
رمى التنظيم الإرهابي بثقله على طاولة الدول الكبرى وخاصة أمريكا، ليصبح جزءاً من تسوية وتفاهمات لمواجهة ما صنعته يداها من وحش يمكن أن ينقض عليها في أي لحظة، طبعاً في هذا الوقت، وبعد أن تبين عدم فعالية التهديد العسكري، تم الاتجاه إلى عنصر الدبلوماسية، من أجل بلورة تحالف دولي ضد "داعش"، وهذا الموضوع تبين بشكل واضح في المفاوضات النووية الإيرانية ودول الست وما يمكن أن يفهم من علاقة طهران بدمشق.
اليوم، تم الإعلان من قلب الإدارة الأمريكية أن بداية تحالف دولي لقتال "داعش" سيتحقق قريباً وهو لا بد منه، ولكن، إيران خارج السرب كما قال وزير الخارجية الأمريكي، وهو ما لا يمكن أن يتحقق لأسباب عدة، من أهمها، أن سوريا لم تلكئ في إرسال رسالة دبلوماسية قوية تعلن فيها وقفها من قرار مجلس الأمن الدولي 2170 الذي يستهدف تجفيف تمويل "جبهة النصرة" و"داعش" ويحث جيران سوريا على إغلاق معابر الجهاد العالمي في أراضيهم، وتلخصت تلك الرسالة في أن تتولى إيران هذا الدور، كونها من الممكن بالدرجة الأولى أن تؤدي دوراً موازناً للدور الأمريكي في العالم وعلى القوى الإرهابية، ما يعني أن ساحة الصراع التي يسعى الغرب إلى تكوينها من غير الممكن أن تتحول إلى مناسبة إلى ابتزاز دمشق سياسياً في قضايا تتعلق بالتسوية أو مقايضة دورها وغاراتها بثمن سياسي على غرار ما جرى في بغداد على سبيل المثال، وبالتالي لا يمكن أن تكون إيران خارج سرب القضاء على الإرهاب.
طبعاً في هذا الوقت، تعلم السعودية ودول الخليج معها على إرجاء اتصالات سرية مكثفة من أجل لملمة الخراب الذي ألحقته سوريا، بعد تخوفها من أن يطالها التأثير، وهو ما بدا مؤكداً من خلال رسائل التنظيم بالتوجه إلى الأراضي المقدسة" تلك الاتصالات التي تتم مع عدد من الدول العربية حول ما يسمى بـ "استراتيجية مواجهة داعش"، كما قالت وسائل إعلامية عدة، وكشفت تلك الوسائل عن أنّ النظام السعودي يخطط للقاء عاجل تعقده الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية والدفاع العرب، ومن المتوقع أن يعمد السعوديون إلى طرح آليات جديدة للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن استشعرت الخطر القادم إليها أيضاً من طهران، التي بدأت تظهر قوتها أكثر وأكثر، خشية ارتداد تلك القوة عليها.
في النهاية.. ورغم كل تلك التقارير التي تتحدث عن بداية اقتراب الإعلان عن إستراتيجية جديدة لقتال "داعش"، وكما يرى العديد من المحللين والمتابعين لا يمكن لتلك الاستراتيجيات أن تخرج دون التفاهمات التي تصوغها سوريا، وحلفاءها، وبالتأكيد ستكون انعكاساً لتفاهمات ذات بعد إستراتيجي – إقليمي ستنعكس على المنطقة في الحرب ضد تنظيم "داعش"، ما يعني أن المنطقة ككل ستتجه إلى حرب شاملة متعددة الأقطاب ضد هذا التنظيم، ومع القوة التي أبدتها سوريا وحلفاءها في الحرب ضد الإرهاب، يمكن الجزم أنّ التفاعلات السياسية الراهنة تبدو وكأنها تدفع باتجاه فك الحرب ضد سوريا، على الأقل إقليمياً، والأكثر جزماً أنّ سوريا ستبقى ساحة حرب ليس فقط لمكافحة الإرهاب، بل وتصفية حسابات دولية وإقليمية وداخلية في المنطقة ستظهر فيها قوتها أكثر وقوة حلفاءها.

» هل يراهن خصوم عون على «داعش»؟ ..ناصر قنديل
» الصدفة جمعت مقاتلة كردية بوالدها في ساحات القتال ضد داعش (فيديو)
» إيران تهدد خصوم دمشق بالباسيج إن اقتضت الحاجة
» هل خطف عناصر الأمم المتحدة "حسنة لوجه الله" أم تمهيداً للحرب..؟!
» لأنها جمعت كل أبناء الوطن فجروا فيها نيران حقدهم .. بقلم : مي حميدوش