دام برس – دينا محمد محمود :
سوريا في ظل هذه الأوضاع تواجه الكثير من التحديات و المشاكل كأزمة المرور فقد
تحولت شوارع دمشق و للأسف الشديد إلى حلبات سباق يومي حيث يحاول سائقوا السيارات
الهروب من الازدحام الخانق في قلب العاصمة و أصبح بالمقابل المواطن السوري يفضل
في هذه الأيام السير على قدميه بدلاً من أن يستقل سيارة أجرة أو سرفيس أو باص نقل
داخلي ، تفادياً للازدحام المروري و حتى الجسور والأنفاق التي من المفروض أنها حل
للمشكلة تحولت هذه الأيام إلى مواقف انتظار مزدحمة و قد قمنا بجولة في الشارع
لمعرفة رأي المواطنين بأزمة المرور و كانت الآراء على الشكل التالي :
الرأي الأول : لم يعد للازدحام في دمشق وقت معين أو ساعة ذروة, بل أصبحت الذروة
تمتد على مدار اليوم, وفي ساعات كنا نعتبرها من قبل بأنها ساعات مرتاحة, ولم تقتصر
الأزمة المرورية على دمشق فقط بل امتدت إلى ضواحيها القريبة التي باتت من أحيائها
وجزءا منها .
الرأي الثاني و هي طالبة في جامعة دمشق تحدثت بأن الازدحام في المدينة يؤثر على
الوقت وعلى التلوث وعلى ساكنيها بآن معا, فالمسافة التي يستطيع المرء أن يقطعها
بعشر دقائق فقط في أيام العطل, يستغرق ساعة وجزءا من الساعة لقطعها في يوم دوام
مزدحم .
الرأي الثالث موظف لدى شركة خاصة : المسافة بين منزلي وعملي قريبة نسبيا ولكن
المشكلة كلها في الازدحام فانا احتاج أكثر من ساعة أحياناً كي أصل إلى عملي وهذا ما
يجعلني أستغني عن العودة إلى منزلي ظهرا وأبقى في العمل لأن استراحة الظهر التي
تبلغ ساعتين ونصف سأقضيها كلها على الطريق لو عدت إلى المنزل, أحيانا أشعر بالحاجة
إلى الذهاب للمنزل ولكنني لا أستطيع لذلك أتمنى لو كان عملي في نفس منطقة سكني أو
لو لم يكن هناك عدو لدود اسمه ازدحام.
الرأي الرابع : نأسف لأنه حتى عند وجود شرطي مرور توجد الأزمة ويوجد الازدحام
لأن البعض يحاول أن يطبق القانون ولكن بكل أسف يخلق مشاكل عدة قبل أن يحل أو يعالج
مشكلة مرورية و بهذا الشكل تتفاقم أزمة المرور .
الرأي الخامس سائق تكسي عمومي : الناس يعتقدون بأننا مستفيدون من زحمة السير
ومسرورون حين نبقى لساعات طويلة في الاختناقات المرورية وأن ذلك سيعود علينا
بالنفع المادي لأن العداد موجود لدي, ولكن صدقيني هذا الأمر يجعلنا نستاء من عملنا
و يعود علينا بالخسارة لأن الوقت له ثمن أيضاً.
الرأي السادس : وجود باصات كبيرة في الطريق أو شاحنات يضاعف الأزمة المرورية وهو
سبب رئيسي في خلق الاختناقات المرورية فالباص بحجمه الكبير غير قادر على مراوغة
الطريق وكما تعرفون لا يوجد لدينا قيود لتجاوز السرعة (فالباص سيعرقل الحركة داخل
الشارع وشوارعنا باص واحد كفيل بإغلاق الشارع, فكيف إذا كان العدد كبيراً )
الرأي السابع طالبة في كلية علم النفس : بالنسبة إلي يشكل ازدحام المرور مشكلة
حقيقية و حالة نفسية سيئة في وقت واحد و اعتقد أن أغلب المواطنين يشعرون بذلك (
فأصوات أبواق السيارات و الأغاني التي يضعها البعض في سيارته و كثرة السيارات و
الباصات يشكل أزمة حقيقية نفسية لدى الجميع ).
الرأي الثامن : فوضى عارمة بمختلف شوارع المدينة بدءاً من مداخلها الرئيسية
وصولاً إلى الساحات العامة والمركزية فيها, حتى بات من المألوف وبكل أسف أن يشاهد
المرء الكثير من السيارات على اختلاف أنواعها وهي تسير معاكسة للسير في الشوارع
الرئيسة متحديةً كل قوانين وأنظمة السير في ظل غياب شبه تام لعناصر شرطة المرور
الذين لا حول ولا قوة لهم في مثل هذه الظروف , حيث وأن وجدوا يكتفون كغيرهم من
المواطنين بالاستسلام لواقع الأمر دون أي تدخل وحل لعقدة مرورية خلقت أو اختلقت من
أجل إحداث هذه الفوضى .
الرأي التاسع : دفع الازدحام الخانق الذي تشهده دمشق دفع بالكثير من السكان
لاقتناء الدراجات النارية أو الهوائية ،كوسيلةِ نقل اصغر و أسرع للحركة على
الطرقات لكنها بدلا من ان تحل مشكلة الازدحام خلقت مشكلة أخرى أكثر خطرا ،، فالبعض
لا يلتزم بقوانين المرور مما يعرض السائق و المارة لحوادث مميتة .
الرأي العاشر : أن عدم استخدام محاور الطرق الرئيسة وبعض الشوارع المؤدية إلى
دمشق ساهم في هذه الأزمة، مثلاً كإغلاق محور المتحلق الجنوبي في بعض مواقعه القريبة
من المناطق الساخنة، وأيضاً الشوارع المؤدية إلى حي جوبر والأحياء المجاورة لها وكل
المناطق التي ما زالت تعاني من عدم استقرار أمني، هذا أدى إلى تشكيل ضغط كبير نتيجة
تحويل تلك الطرق ومستخدميها إلى طرق ومحاور بديلة غير مؤهلة أساساً لاستيعاب هذا
الكم الهائل من الآليات.
الرأي الحادي عشر : أصبحت دمشق في ظل هذه الأحداث صغيرة لان اغلب الطرق مغلقة
لأسباب أمنية و لحماية المواطنين من أي خطر يحدق بهم و لذلك أعتبر أزمة المرور أمر
اعتيادي لكونه حالة يومية حتى في العطل و يجب أيضاً على المرء أن يعتاد على ذلك و
ينتظر إنشاء طرق جديدة أو فتح الطرق المغلقة .
الرأي الثاني عشر : إن ما يزيد الأمر سوءا هو ما تشهده بعض محطات المحروقات في
دمشق من ازدحام من أجل توفير البنزين لذلك اعتقد بأن دمشق في هذا الوقت لا تستطيع
استيعاب كل أعداد هذه السيارات و يجب وضع خطة لحل ذلك جذرياً .
لابد في ظل هذا الازدحام تنفيذ المزيد من المشروعات الطرقية بغية تخفيف
الازدحام الحاصل في اغلب طرقات المدينة واعتماد مواصفات عالية الجودة في تنفيذها
هذه المشروعات حتى يتم تنظيم المدينة بشكل أفضل والسؤال الذي يطرح نفسه من هو
المسؤول الأول عن ازدحام السير هل السائق .. شرطة المرور أم الطرقات الضيقة و
القليلة ؟..
Dinamahmoud75@gmail.com
تصوير تغريد محمد