دام برس:
عبر ما يزيد على سبعة آلاف عام، تركت لنا الحضارات التي تعاقبت في سورية إرثاً
ثقافياً غنياً جداً في كافة المجالات حيث كانت مدن سورية القديمة مراكز للحضارة،
وبما أن الثقافة أساسٌ يُحدد مكانة المجتمع ومدى تطوره. وما أغنى التاريخ السوري
بإرث تُرفع له القبعات. لذلك وجب الاهتمام الكبير بوزارة الثقافة لتساهم بالحفاظ
على الإرث الثقافي والسعي لتطوير والإضافة عليه إرثاً فوق إرث. ونتيجة لهذه الأهمية
وبعد سنتين من محاولات الغريبين عن الثقافة السورية تخريبها بكل أنواع السموم ,
لتسليط الضوء أكثر عن دور وزارة الثقافة السورية في الحفاظ على تلك الحضارات , كان
لدام برس شرف اللقاء مع وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح وكان الحوار
التالي
في الستينات من القرن الماضي
كان اسم وزارة الثقافة هو وزارة الثقافة والإرشاد القومي وهنا يتضح الترابط بالمعنى
بين الاسمين وكان من أهداف وزارة الثقافة هي تعميم الثقافة القومية من أجل دعم
المشروع العربي القومي، اليوم أين هي وزارة الثقافة من المشروع القومي العربي في
مواجهة ما تتعرض له الأمة العربية؟- وزارة التربية كان اسمها "وزارة التربية والتعليم"، ثم تغيّر الاسم واقتصر
على "وزارة التربية"، لكن هذا الاختصار في التسمية لا يعني أن الوزارة لم تعد تؤدي
مهمتها في التعليم. كذلك الأمر بالنسبة لوزارة "الثقافة والإرشاد القومي" التي
اختزل اسمها ليصبح "وزارة الثقافة". لكنه اختزال لفظي لم يصاحبه إطلاقاً اختزال في
مهمات الوزارة وصلاحياتها. ومن هذه المهام وفق قانون إحداثها عام 1958 "توجيه أفراد
الشعب توجيهاً قومياً صحيحاً والعمل على تنمية وعيهم القومي ...". ورغم الانتكاسات
القوية التي مني بها المشروع القومي العربي، ورغم كل المؤامرات التي يكيلها لنا من
يدّعي الانتماء إلى الأمة العربية، لكن الأهداف لا توضع لمرحلة معينة، بل لتعبّر عن
رسالة ورؤى بعيدة المدى استناداً إلى جذورنا الثقافية وانتمائنا القومي. هذا فضلاً
عن أن اللغة العربية الجامعة هي الحامل الحقيقي لثقافتنا بما تختزله من تاريخ وفكر
وآداب وفنون وتراث، وبالتالي فإن تعميم الثقافة القومية يظلّ من أهم أهداف الوزارة،
لأننا بكل بساطة نؤمن أننا كسوريين جزء أساسي من حضارة عربية تركت بصمتها على خارطة
الحضارات الإنسانية.
أطلقت وزارة الثقافة مشروعاً بالغ الأهمية
يتعلق بثقافة الطفل من إقامة معارض وندوات ذات صلة بتنمية ثقافة الطفل وقد تعثرت
هذه المشاريع لأسباب بيروقراطية فهل للسيدة الوزيرة أن تضعنا بصورة معوقات تنفيذ أو
متابعة هذه المشاريع؟- عملت الوزارة بالتعاون مع اليونيسيف على مشروع "برنامج اليافعين" وتم من خلاله
تأهيل أربع قاعات متعددة الاستعمال في مديرية ثقافة حماه وحلب. وكان يفترض أن يمتد
البرنامج للمحافظات كافة لكن الأوضاع الراهنة حالت دون ذلك.
لكن الجدير ذكره أن
ثقافة الطفل هي إحدى أولويات الوزارة. فهي تولي مطبوعات الطفل أهمية بالغة وتبذل
جهوداً حثيثة لتطويرها في الشكل واللغة والمضمون. والهيئة العامة للكتاب اتخذت
عدداً من الإجراءات التي تصبّ في هذا الاتجاه. كذلك الاهتمام كبير بمسرح الطفل وقد
أقامت مديرية المسارح والموسيقى تظاهرة مسرح الطفل في العطلة الانتصافية وجابت
خلالها الفرق المسرحية المحافظات التي تسمح الظروف الحالية بإقامة العروض فيها،
إضافة لدعم الفرق الموسيقية وفرق الكورال للأطفال واليافعين. من جهتها نظمت المؤسسة
العامة للسينما وعلى مدى أسبوعين تظاهرة أفلام الأطفال وأفلام الأسرة في كندي دمشق
وأعيدت العروض في كندي دمّر، وكان الإقبال عليها كبيراً. وأخيراً وليس آخراً، تقوم
مديرية ثقافة الطفل بنشاطات مميزة من ورشات عمل تدريبية للأطفال واليافعين على
القراءة وكتابة القصة والنقد والقيام بتحقيقات صحفية وخيال الظل ومسرح العرائس
والرسم والتصوير الضوئي، وأقمنا مهرجانات في عدد من المحافظات كدمشق واللاذقية
وطرطوس كمهرجان الطفل العربي ومهرجان الطفل العالمي تخلّلته ورشات عمل تأهيلية
للمدربين والعاملين في المراكز الثقافية، إلى جانب ورشات عمل تدريبية للأطفال
أنفسهم. كما نظمنا عدداً كبيراً من النشاطات الثقافية هدفها تقديم الدعم النفسي
للأطفال في مراكز الإيواء وفي عدد من المحافظات السورية. ولا ننسى النشاطات الكثيرة
التي تخصص للأطفال سواء أثناء العام الدراسي أو طوال العطلة الصيفية وتحتضنها
المراكز الثقافية المنتشرة في كافة أرجاء البلاد، والتي يحتوي الكثير منها على
مكتبة وقاعة مطالعة مخصصة للأطفال.
أما بالنسبة لعدم وجود مراكز ثقافية للطفولة
فهذا مردّه إلى أن المراكز الثقافية متعددة الأغراض ويفترض من حيث المبدأ أن
تخدّم كافة الشرائح العمرية والاجتماعية. لكن هناك على سبيل المثال لا الحصر في
دمشق وحدها مجمّع دمّر الثقافي الذي يسخّر كل نشاطاته الصباحية للأطفال ويقيم ورشات
عمل لهم على مدار العام أسوة بسائر المراكز الثقافية الأخرى. كما ينفرد بمكتبة غنية
وقاعة مطالعة نموذجية للأطفال بمختلف الأعمار وصالة عرض ونشاطات كالرسم والنحت
والتشكيل. وإدارة المجمّع حريصة على التواصل مع وزارة التربية والمؤسسات الإعلامية
لتنظيم زيارات واحتضان فعاليات وبرامج أطفال في بيئة مريحة وجاذبة للطفل تساعده على
توسيع مداركه وتنمية مواهبه ومعارفه. ويفترض بالمراكز الثقافية الأخرى أن تؤدي
الدور نفسه.
ولا ننسى متحف دمّر للفن التشكيلي الذي أقيم أصلاً بهدف تطوير الحس
الجمالي والثقافة التشكيلية للأطفال واليافعين. وكذلك لدينا المعاهد الموسيقية
ومدارس الباليه التي تستقبل الأطفال في سن مبكرة وتربي جيلاً يتمتع بثقافة موسيقية
رفيعة المستوى سواء بالموسيقى الكلاسيكية الغربية أو العربية، ونحن بصدد التوسع في
هذه المعاهد في دمشق والمحافظات الأخرى لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال الراغبين
بالانتساب إليها.
- ليس صحيحاً عدم وجود مسرح الطفل في وزارة الثقافة. فهناك مسرح الطفل والعرائس
ومقرّه في معهد الحرية بدمشق. ولدينا فرق مسرحية خاصة بالأطفال كفرقة ياسمين الشام
التابعة للمسارح والموسيقى، وفرق الكبار تقدّم أعمالاً خاصة بالأطفال. وفي عام 2012
قدّمت الوزارة ستة أعمال للأطفال في دمشق واللاذقية وطرطوس وحلب كمدينة الغرائب
والعجائب، وساندريلا وأخواتها، ونهاية الأشرار، وفلفلة والأمير المسحور، وحكاية
الورود، وغيرها من الأعمال.
أما أن يكون للوزارة فرقة مسرحية من الأطفال فهذا
يدخل ضمن اختصاص مؤسسات أخرى.
-
هل وزارة الثقافة للمثقفين فقط أم أن
المثقفين هم عامل إيجابي في مفهوم المثاقفة؟- الوزارة ليست نقابة ولا اتحاداً لفئة معينة.... وزارة الثقافة لكل الوطن بكل
مكوناته، بغض النظر عن الفئة العمرية أو الجنس أو المستوى العلمي أو الثقافي، وبقدر
ما ندعم المثقفين نسعى لنشر الثقافة أفقياً، فبالثقافة تُبنى العقول وتتوسع المدارك
وتتهذّب الأخلاق وترتقي الأمم فتفجّر طاقاتها الإبداعية. لكن من مهام وزارة الثقافة
أيضاً دعم المثقفين من أدباء وفنانين تشكيليين وموسيقيين وباحثين في الفنون والآداب
والتراث المادي واللامادي. والمحوران متكاملان، فدعم المثقف يسهم بالارتقاء
بالمستوى الثقافي للمجتمع بأسره، لأن المثقف هو أحد الركائز الأساسية التي يقوم
عليها تقدّم المجتمع.
نعيش في هذه الأيام عصر الثورة الرقمية
ومع التقدم التقني في عالم الاتصالات والمعلوماتية بدا واضحاً التمايز والسرعة في
الحصول على المعلومة وأصبحت شاشة الحاسب نافذة تطل على ثقافات العالم المتنوعة، ما
هي خطة وزارة الثقافة في التعامل مع المكتبة الرقمية؟- الكتاب الرقمي ليس مشروعنا بالأساس. فقد أطلق منذ سنوات عدة وكان وقعه
إيجابياً جداً ليس على الصعيد المحلي فحسب بل أيضاً على الصعيد العربي والعالمي.
فقد أتاح لكل من يرغب الاطلاع على منشورات وزارة الثقافة. لكن المشروع ما لبث أن
تعثّر وأخذ منحى آخر أضعف من قيمة الكتب المنشورة رقمياً. اليوم اتُخذ قرار حاسم
بالعودة إلى وضع كل الكتب التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب بنسخة رقمية على موقع
الهيئة، لا بل ستقوم الهيئة بالنشر الرقمي لأهم الكتب التي أصدرتها في الماضي.
يتبع إداريا ومسلكياً عدد من المؤسسات
لوزارة الثقافة منها المؤسسة العامة للسينما وحسب الاستبيانات الرقمية لتكلفة
الدورة السنوية التي كانت تقام قبيل الأزمة الحالية للمهرجان السينمائي مبالغ فيها
مع التنويه أن المؤسسة العامة للسينما كقطاع عام تنتج في العام فيلم واحد والقطاع
الخاص لا يغامر في الإنتاج في هذا المجال أي أن سورية لم تدخل في عالم صناعة الفن
السابع ناهيك على أنه في سورية دور العرض لا يتجاوز عددها أصابع اليد، فهل أوجدت
وزارة الثقافة حلولا لمعالجة هذا الجانب الاستعراضي والإعلامي فقط؟ - صحيح أن سورية لم تدخل ميدان الصناعة السينمائية بالمعنى التجاري للكلمة،
فالإنتاج السينمائي مكلف للغاية ويحتاج ميزانيات ضخمة وليس في القطاع الخاص من تصدى
لهذه المهمة. وزارة الثقافة ممثلة بالمؤسسة العامة للسينما هي الجهة المنتجة، لكن
الأفلام التي تنتجها ليست تجارية بمعنى أنها ليست ربحية، ومع ذلك فإنها أفلام
غالباً ما تلقى تقدير النقاد وتنويههم. ومؤخراً حصد فِلم "مريم" للمخرج باسل الخطيب
الجائزة الأولى في مهرجان المغرب السينمائي. وقد أنتجت المؤسسة العامة للسينما عام
2012 أربعة أفلام روائية طويلة وعشرة أفلام قصيرة للشباب ضمن خطة لدعم جيل الشباب
الذي يمتلك الموهبة ويرغب دخول هذا الميدان ولا يجد جهة تدعمه. وخطة المؤسسة لهذا
العام أكثر طموحاً بالرغم من الظروف التي نمر بها، إذ من المقرر إنتاج 25 فيلماً
شبابياً قصيراً وأربعة أفلام احترافية. أما بالنسبة للمهرجانات السينمائية الدولية
فهي مكلفة جداً خاصة إذا استضيف فيها نجوم عالميون. لا يظنن أحد أن هؤلاء يأتون
مجاناً لحضور مهرجان ما أو للمشاركة في لجانه التحكيمية!!!! الأمر اليوم غير مطروح
إطلاقاً للأسباب التي تعلمونها، فالبلاد تمر في محنة وليس من الوارد لا أخلاقياً
ولا مادياً إقامة مثل هذه المهرجانات على المدى المنظور، علماً أن فيها فائدة كبيرة
إعلامياً وسياحياً وحتى ثقافياً.
عطفا على السؤال السابق كانت تصدر عن
وزارة الثقافة دائرة ثقافة الطفل مجلة دورية خاصة بالأطفال "مجلة أسامة" كنا نأمل
بدلا من توقيف إصدارها أن يوسع هذا المشروع وتتبنى إصدارات قصص الأطفال ترفد مشروع
الثقافة الوطنية وتعميق مفهوم المواطنة عند الطفل أقله بالتوازي مع ما تصدره دور
النشر الخاصة من كتيبات قصصية البعض منها ذات خلفية تعصبية ومذهبية والبعض الآخر
قصص لا تنتمي إلى مجتمعنا تؤثر سلبا بوعي وثقافة الطفل؟- مجلة أسامة مستمرة في الصدور ولم تتوقف إطلاقاً وقد طورناها شكلاً ومضموناً،
إضافة لمجلة شامة وقد أصدرت الهيئة العامة للكتاب في عام 2012/ / كتاباً ضمن
سلسلة كتب الأطفال واليافعين. تنمية وعي الطفل وتهذيب أخلاقه وتعزيز انتمائه الوطني
بتنمية ثقافة الحوار والمواطنة هدف مقدس لوزارة الثقافة لا يجوز بأي حال التهاون
فيه.
سؤال بإشارة استفهام خلال أكثر من ربع قرن
95% من الوزراء المتعاقبين على الوزارة كانوا من السيدات الفاضلات ومع ذلك لم تهتم
وزارة الثقافة بقضايا المرأة وهذا يوجهنا إلى سؤال آخر لماذا لا يوجد تعاون مشترك
وتنسيق مع وزارة الإعلام وحصريا مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون فكثير تلك
المسلسلات التي أخذت طابعا تاريخا أو كانت تدون في الذاكرة صفحات من تاريخ سورية
حيث كنا نجد دائما أن المرأة دورها أقل من ثانوي في المجتمع سواء كان في البيئة
الريفية أو في المدينة وقد أغفلت دور المرأة السورية في المجتمع كثيرات هن الكاتبات
والشاعرات والطبيبات؟- هذا التعاون طبعاً مطلوب، لكن الأمر لا صلة له بكون الوزير سيدة أو رجلاً.
فتاريخنا مليء بالصفحات الناصعة التي خطّها الرجال كما النساء من أبناء هذا الوطن
والتي يجب إبرازها لتعزيز الثقة بالنفس وبالقدرة على تجاوز المحن مهما عظمت. من جهة
أخرى فإن الوزارة لا تتدخل في الإنتاج التلفزيوني الذي يخضع لهيئات ولجان ومعايير
أخرى. لكني أضم صوتي لصوتك في ضرورة إيلاء عناية بالمسلسلات التاريخية للنساء
السوريات والعربيات عموماً اللواتي لعبن دوراً مميزاً في التاريخ فكنَّ فاعلات لا
منفعلات وساهمن بالتالي في بناء الأنفس والأوطان. ولا ننسى أن صفحات التاريخ تحفل
بأسمائهن. لعلّ كتاب السيناريو يولون هذه المسألة أهمية خاصة.
وفي معرض الحديث عن التنسيق مع وزارة
الإعلام لماذا لا يوجد محطة فضائية خاصة بالأطفال بدلا من توجه أطفالنا إلى محطات
لا تنتمي إلى ثقافتنا تعرض برامج مدبلجة لأبطال خرافيين أو محطات ذات توجه وطابع
ديني حصري، للتنويه إذا كان الجواب له علاقة ببنود ميزانية وزارة الثقافة نقول أن
في جميع دول العالم تعتبر وزارة الثقافة من الحقائب السيادية وميزانيتها أكبر من
ميزانية وزارة الدفاع لأن الاستثمار في الإنسان هو استثمار ناجح ورابح؟- كل المؤسسات تتكامل في مهامها، ولكل منها خططه في مواجهة الأزمة. لكن الجهود
كلها يجب أن تنصب لتحقيق هدف كبير وهو تعزيز ثقافة المواطنة والانتماء والوعي
بخطورة المرحلة التي نعيشها وبضرورة الحوار بين أبناء الوطن الواحد تحت سقف الوطن
ولإنقاذ الوطن، على أساس الاحترام المتبادل والمساواة. لكننا نتوجه للمجتمع المحلي
بضرورة القيام بجهود تهدف لزيادة الوعي بأهمية التراث والآثار، لأن للسكان المحليين
أكبر دور في الحفاظ على كنوز سورية التاريخية وفي حماية المواقع الأثرية التي يتعرض
بعضها للتنقيب الجائر وبعضها الآخر للتنقيب المنهجي مما يدل على وجود عصابات آثار
تستغل الوضع الأمني في بعض المناطق لنهب مواقعنا الأثرية التاريخية التي لم تنته
البعثات الأثرية من تنقيبها بالكامل.
ما هو الدور التشاركي بين وزارة الثقافة
والمنظمات الشعبية مثل اتحاد شبيبة الثورة والاتحاد النسائي في مواجهة انتشار الفكر
السلفي التكفيري الذي تسلل إلى مجتمعنا بغفلة عن مؤسساتنا ومنظماتنا التي أحدثت
بهدف ترسيخ ثقافة المواطنة والمشاركة في بناء الوطن؟- أكبر رد على انتكاسات الفكر وانحرافات السلوك المضي في كل النشاطات والمشاريع
الثقافية التي تعزز الفكر الإيجابي المنفتح على حوار العقول واحترام الآخر
والمتمسك بقيم المواطنة، والتي تهذّب الأخلاق وتنمي الحس الجمالي وتعزز الثقة
بالنفس. وهذا تحديداً ما تقوم به وزارة الثقافة حين تستمر بنشاطاتها المدروسة وضمن
الإمكانات المتاحة في الظروف الراهنة، من إصدار الكتب التي تحمل قيمة أدبية أو
معرفية، وتنظيم ندوات ثقافية فكرية عن دور المثقف في الحوار الوطني من أجل سورية
ومحاضرات لمثقفين على قدر كبير من المصداقية تشرح الأسباب العميقة للمؤامرة التي
تستهدف سورية الوطن، وعروض مسرحية وحفلات للفرقة السمفونية والكورال، وإقامة
ملتقيات ومعارض للفن التشكيلي من رسم ونحت وخزف ومعارض خط وغيرها. ناهيك عن افتتاح
دور للقراءة في دمشق القديمة ستتبعها دور قراءة في مدن أخرى تكون رديفة للمراكز
الثقافية. كما أن الوزارة ستطلق قريباً الخطة الوطنية للترجمة التي أشرفت الهيئة
العامة للكتاب على وضع تفاصيلها الأخيرة، وسيندرج في الخطة عدد من أمهات الكتب في
الفكر والأدب والفنون وشتى ميادين المعرفة وبما يغني المكتبات والعقول.