إعفاء رئيس مركز غاز واحدث هذه الضجة ... ماذا لو ضبط فاسد كبير ؟!

خاص- سيرياستيبس:

تحول إعفاء رئيس أحد مراكز توزيع الغاز في دمشق إلى حدث مهم ونتيجة مرضية لجولة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك على بعض مراكز الغاز، فيما هناك العديد من الفاسدين بمراتب أخطر وأكثر فساداً لا يقترب منهم أحد ويتسببون بأضرار هائلة على الوطن في مثل هذه الظروف.

تشير الحادثة المذكورة وردة الفعل الشعبية عليها إلى تعطش الشارع إلى ملامسة الحكومة جدياً لمشاكله وهمومه وقيامها سريعاً بمحاسبة المسؤولين عن معاناته وإهمال حقوقه وعدم تلبية احتياجاته، وبالتالي فإن الحكومة الحالية قادرة بقوة على كسب ثقة المواطنين واحترامهم فيما لو سارعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات نوعية تتواصل من خلالها مع المواطنين وتستمع على أرض الواقع إلى معاناتهم وتجد حلاً سريعاً في حضورهم....وعلينا أن نتوقع ماهية ردة فعل الشارع فيما لو قامت الحكومة بكشف قضية احتكار كبرى أو تحويل فاسد كبير إلى القضاء لمحاكمة عادلة تنشر تفاصيلها في وسائل الإعلام؟!.

هناك ملفات وقضايا كثيرة يمكن للحكومة أن تحقق فيها شعبية كبيرة من جهة وتحقق الطمأنينة والراحة والثقة للمواطن، فهناك قضايا متعلقة بالمشروعات الحكومية والمناقصات الكبرى ولجان الشراء التي تؤكد كل معطيات التجار وأحاديثهم إلى أنهم مضطرون إلى دفع عمولة أصبحت معروفة في السوق لهذه اللجان تصل أحياناً إلى نحو 40% وهناك ما يتعلق بالأسواق وعمليات الاحتكار الحاصلة والتي جزء منها مرتبط مع بعض موظفي الدولة وتحديداً الجمارك والمالية والتموين...الخ وهناك ملفات التحقيقات الرقابية التي تحتوي على فضائح كثيرة وهدر كبير بالمال العام والتي يتم حفظها أو عدم الاهتمام بها....

إن ملف الفساد هو أكثر ما يؤرق المواطن وعندما تتجه الحكومة لمعالجته بعيداً عن الرؤى النظرية والمشاريع التي لا يرى منها سوى التخطيط والتوقعات، فإنها تكون قد صححت من مسار العلاقة بين المواطن والدولة، وهي علاقة للأسف تضررت كثيراً بفعل تراخي الحكومات السابقة في مكافحة الفساد وعدم جديتها بذلك.