لقاء خاص مع النائب المستقل عمر أوسي – رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين
إعداد وحوار: شارلوت القاضي
الجزء الأول:
عمر أوسي :مهندس كيميائي ،عضو مجلس الشعب وهو ناشط سياسي كردي خريج جامعة دمشق، ورئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين.
اعتبر النائب عمر أوسي بيان مؤتمر جنيف وما تلاه من مؤتمرات صحفية لوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أنه شكل المنصة الأساسية للانتقال بالأزمة السورية من الموضوع العسكري والأمني إلى مرحلة الحل السياسي. مؤكدا أنه متوازن وفي مصلحة سورية مئة بالمئة والذي عبر عن كل الدول المشاركة في المؤتمر، الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المجاورة لسورية كالعراق والكويت وقطر وغيرها إن كان دورها سلبي أو إيجابي بالإضافة إلى كاثرين أشتون المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي.
وأكد النائب أوسي "أن خطة أنان ذات النقاط الست هي مشروع روسي بامتياز حائز على الموافقة الأمريكية, وإن كان هناك البعض في عواصم الغرب الاستعماري وأدواتهم الرخيصة في المنطقة مثل آل ثاني وآل سعود ورجب الطيب أردوغان هذا العثماني السلجوقي حاولوا منذ اللحظات الأولى لإعلان هذه الخطة وبتصويت من مجلس الأمن عليها، أن يضعوا العصي في العجلات وأن يفشلوا عنان". واصفا قطر بالمشيخة الصغيرة التي ليس لها وزن سياسي ولا ديموغرافي ولا اقتصادي، والتي تحاول أن تتعارك مع قوى عظمى لتكبير حجمها دون جدوى. مضيفا:"قالوا حظوظ نجاح خطة عنان 3% ومنذ ذلك الوقت أردوا الالتفاف على خطة عنان والإنقاض عليها من خلال بعض المؤتمرات التي تلت مؤتمر جنيف مثل مؤتمر باريس وما يسمى أصدقاء سورية".
موضحا أن سورية التزمت بخطة أنان ذات النقاط الست، "القيادة السورية أعادت انتشار الجيش من أماكن التوتر والمدن الكبرى وأطلقت سراح بعض المعتقلين على دفعات الدفعة السابعة كانت الأربعاء الفائت بالإضافة إلى قبول سورية بالحوار الوطني والمصالحة الوطنية والحل السياسي يبقى المطلوب من عنان الضغط على بعض دول الإقليم وبعض الدول الكبرى في الغرب الإستعماري والدول الصهيوأمريكية لوقف الدعم االلوجيستي والدعم بالسلاح وغيره للعصابات الوهابية الإرهابية المجرمة التي مارست القتل الجماعي ضد أفراد الشعب السوري". وفي سؤال عن اجتماع مجلس الأمن الذي عقد الأربعاء 11.07.2012 حول مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا (تمديد مهمة بعثة المراقبين ل 3 شهور) حول سورية، ومشروع القرار الذي تقدمت به كل من فرنسا وأمريكا وبريطانيا؟
قال النائب أوسي : "أنا أعتقد أن مؤتمر جنيف سوف يتكرر منه حلقات أخرى، الآن هناك مشروع روسي لعقد مؤتمر جنيف الثاني في موسكو يجمع كل الأطراف وتحضره إيران والسعودية اللتان غابتا عن مؤتمر جنيف ولكل لها أسبابها".
"أعتقد أن الموقف الروسي هو ثابت، الروس التقطو هذه اللحظة التاريخية عندما رأوا صمود الصخرة السورية والشعب السوري والجيش والقيادة أمام هذه الحرب، الواقع لم نعد نتحدث عن مؤامرة ضد سورية هناك حرب كونية واضحة ومفتوحة استعملت فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ضد سورية من كثير من العواصم العربية وما يدور في الفلك الأمريكي والدوائر الصهيوأمريكية ومن بعض دول المنطقة ومن بعض المعارضات اللاوطنية.
بدأ الكباش الروسي الأمريكي لتقسيم استاتيكو العالم من جديد،فالأمريكان تفردوا بالسيطرة على العالم خلال 20 سنة الأخيرة في حين كان الروس منشغلين في بعض قضاياهم الاقتصادية والداخلية ولم تستطع روسيا مواجهة أمريكا خلال هذه الفترة، أما الآن فقد تغير الوضع مع إدراك الروس في حال سقوط سورية ( لا سمح الله ) هذا يعني سقوط روسيا وانتقال هذه المجاميع المسلحة الإرهابية إلى الحدائق الخلفية لروسيا ابتداء من أوراسيا والقوقاز وما وراء القوقاز والجمهوريات السوفييتية السابقة.
على سبيل المثال الحلم التركي هو اعتقادهم أن العالم التركي يمتد من البحر الإدرياتيكي إلى سور الصين العظيم والثورات البرتقالية في أستونيا وفي جمهوريات أخرى كجورجيا وأوكرانيا للإنقضاض على الروس.لذلك الموقف الروسي ثابت، إذا الروس يدافعون عن موسكو وليس عن دمشق. وهذا من قبل وليس الآن فقبل (200) سنة قالت الملكة كاترينا إحدى قياصرة الروس المهمين إن مفتاح قصرها بالكرملين موجود في دمشق، إلى هذه الدرجة سورية مهمة بموقعها الجيوسياسي الجغرافي، وهناك مسائل لها علاقة بالغاز واكتشافات غازية هائلة جدا في الساحل السوري بالإضافة أن الروس لم يبق لهم محطة سوى سورية في المياه الدافية ، وفي حال سقوط سورية (ولن يحدث ) سيأتي الدور على روسيا وسيدفعون الثمن غاليا، إذا اليوم روسيا تدافع عن مصالحها.
روسيا والصين ليسوا جمعيات خيرية، فالصين لها مصالح، خاصة بعد تلقيها ضربات في صفوف بعض الأنظمة كليبيا، وعشرات الخبراء الصينين تم طردهم من أفريقيا وإحلال محلهم بعض الخبراء الأوروبيين.الروس والصينيون أدركوا التغير العالمي، وبعد أن استعمل أعداء سورية كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وبعد صمود سورية ذهبت روسيا بعيدا. وهي مستعدة للانخراط حتى في عمل عسكري وبالأسلحة الاستراتيجية دفاعا عن سورية.
أما فيما يحكى في تطبيق بعض النماذج على سورية ، ليس هناك نموذج ليبي أو يمني هناك نموذج سوري. سورية تخوض أم المعارك، وأمريكا تصعد لإضعاف سورية وفرض بعض شروطها في المفاوضات القادمة بين محور الممانعة الذي كان يسمى قوس الاهتزاز في المنطقة ابتداء من إيران وسورية وحزب الله وانضمام العراق مؤخرا.
معلوماتي: هناك الكثير من الجماعات المسلحة تريد أن تلقي أسلحتها وتتفاوض وبدأت تغير في موقفها وتبحث عن تسوية مع السلطة، بعد الحسم العسكري الذي حقق نجاحا كبيرا ووجهت ضربات قاسمة للعمود الفقري للإرهاب والعصابات المسلحة بسورية والتي بدأنا نلحظ تخفيف تمويل هذه العصابات.وتحرير حمص هو تحرير سورية لكبر مساحتها الحدودية مع لبنان، والجيش سيطر سيطرة كاملة على حمص وريف إدلب وريف حلب.
وفيما يخص اعتراض فرنسا لمشروع القرار الذي قدمته روسيا لتمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سورية؟
أجاب أوسي: موقف طبيعي لفرنسا لأنها دولة ملحقة بأمريكا وتصريحها هذا لتحسين شروط التفاوض لكي تضمن مقعد لها في المفاوضات القادمة مع سورية.
كيف تقرأ جولة كوفي عنان الإقليمية بدءا من سورية إلى إيران ومن ثم العراق؟
رأينا تطورا نوعيا بتصريحات ومواقف عنان، هذا التغير كان متوقعا لأن مشروع كوفي عنان لو لم يكن حائزا على الموافقة الأمريكية لما انعقدت هذه المؤتمرات وخاصة مؤتمر جنيف،وقد تم إبعاد إيران عن مؤتمر جنيف بضغط أمريكي لكي لا يفشل المؤتمر مبدئيا، وأعتقد أن التسوية قادمة.
أنا أؤكد أن هناك مفاوضات ستجري بين محور الممانعة المتمثل (بسورية وإيران والمقاومة اللبنانية بزعامة السيد حسن نصر الله وانضمام العراق ) وبين أمريكا عبر البوابة الروسية فالضغط الأمريكي والغربي وتقديم بعض الأوراق في مجلس الأمن يأتي في إطار ممارسة المزيد من الضغط على سورية لفرض بعض الاستحقاقات الإقليمية .على سبيل المثال: آخر اجتماع لدول (5+1) مع إيران حول الملف النووي الإيراني اتفقوا مع المجموعة وسمحوا لإيران بتخصيب اليوراينوم تحت نسبة (20 % ) ولكن الإيرانيين لم يوقعوا هذا الاتفاق من جانب واحد، هم يريدون الحصول على مجموعة من الاستحقاقات الإقليمية يبدأ بالملف النووي الإيراني إلى الأزمة السورية إلى موضوع الصراع العربي الصهيوني. إذا ما كانت هناك مفاوضات أعتقد أنها ستكون في نهاية الصيف قبل الانتخابات الأمريكية بين هذه الدول عبر البوابة الروسية. والنتيجة أن الروس يبحثون عن مخرج مناسب للأمريكان لحفظ ماء الوجه.
وختم أوسي بالقول : "أنا مع الاتفاق مع الأسياد بما يحفظ مصالحنا وسيادتنا السورية. فعندما يلعب الكبار يخرس الصغار".
ترقبوا الجزء الثاني من لقاء النائب عمر أوسي غدا...
|