الطريق إلى حلب...حيث يتحكم أمير الجماعة الباكستاني بحياة المواطنين الحلبيين

الطريق إلى حلب...حيث يتحكم أمير الجماعة الباكستاني بحياة المواطنين الحلبيين

قبل يومين من حلول شهر رمضان الفائت كانت مدينة حلب على موعد مع دخول عناصر من لواء التوحيد وجبهة النصرة إلى المدينة التي بقيت عاصية على تظاهرات المعارضة السورية طوال مدة الأزمة، دخول المسلحين إلى المدينة الصناعية الأولى في سورية تم بمساعدة مسؤول فرع الامن العسكري فيها العميد المنشق محمد مفلح.
مواطن حلبي روى لوكالة انباء اسيا المأساة التي تعيشها المدينة منذ دخول الميليشيات المسلحة إليها، فيشير الى ان "المسلحين دخلوا في البداية كنازحين، وعمل مفلح على تسليحهم من ذخيرة الامن العسكري، وكانت وجهتهم الاولى مباشرة الاحياء التي تقع تحت سيطرة "الأمن العسكري" الذي كان يقوده العميد المنشق كأحياء صلاح الدين وسيف الدولة والاذاعة وجسر الحج"، مضيفاً "لم يلق الجيش الحر اي مقاومة، فارتكب مجازر عدة بحق عناصر الجيش السوري داخل ثكناتهم ومخافرهم بعدما صم رؤوساء الفروع الأمنية اذانهم عن سماع صيحات الإستغاثة التي صدرت عن العسكريين،"، وبالنسبة إلى مصير سكان الأحياء التي دخلها المسلحون يقول الحلبي" هرب موالو النظام إلى المدارس التي فتحتها لهم الدولة، في حين بقي انصار المعارضة في منازلهم وهم في معظمهم ينحدرون من ريف ادلب وريف حلب".
يشير المواطن الحلبي إلى أنه "وفي بداية الهجوم دخل ١٢ الف مقاتل وانتشروا في بعض الاحياء بسياراتهم العسكرية وبأسلحتهم المضادة للطائرات من دون ان يلقوا اي مقاومة احياء صلاح الدين وسيف الدولة، فالقوات الموجودة في حلب كانت تعد من قوى حفظ النظام ولم يكن هناك اعداد كبيرة من قوى الجيش في المدينة"، متابعاً"بلغ أعداد المقاتلين خلال الاسبوع الاول عشرات الالاف قدّر بعض المطلعين أن القادرين على حمل السلاح منهم يصل الى ٤٠ الف غالبيتهم من الليبيين والافغان العرب.

وقال المصدر "ان قوى المعارضة المسلحة تملك خطوط امداد من داخل تركيا مباشرة ولم يكن هناك خطة مقابلة عند القوى النظامية تمكنها من قطع تلك الخطوط مع الاتراك لان هناك اعتبارات اقليمية ودولية واتفاقات موقعة قبل الازمة مع الاتراك ترك نصف الحدود المشتركة مع تركيا في عهدة الجيش التركي، ونصفها الاخر في عهدة الجيش السوري ما يعني ان حدود سوريا مع تركيا مفتوحة من دون اي رقابة جدية.

يكشف المصدر "ان الطائرات السورية لم تستخدم لاقفال الحدود بالنار نتيجة لتحذيرات من الروس، الذين كانوا يعتقدون بأن العمليات الجوية المكثفة في شمال سوريا قد يؤدي الى اندلاع حرب مع الاتراك لا تريد روسيا ان تتورط سوريا فيها.امام هذا الواقع كان على الجيش السوري ان يدافع عن حلب وفي الوقت عينه كان مضطرا لتلقي هجمات عسكرية شاملة على المدينة يمكن اطلاق اسم الغزو التركي عليها".
يتهم المصدر المسلحين بنهب منازل المواطنين الخالية من سكانها، ويقول "اصبح لزاما على الاهالي الراغبين بتهريب ذهبهم واموالهم من بيوتهم ان يستأذنوا امير الجماعة وهو باكستاني اسمه عبدالله.
ولذلك بدا سقوط احياء كثيرة في حلب اشبه بسقوط بغداد حتى إعتقد البعض ان جبهة النصرة ولواء التوحيد سيعلنان انتصارهما في اليوم التالي.
وعن السبب الذي دفع بالجيش السوري إلى القاء في حالة دفاع يشير المصدر إلى ان الجيش غير مدرب على حرب الشوارع بسبب اعتماده على الصواريخ والطائرات، فيما استعمل المسلحون الرصاص الحي ضد التظاهرات التي خرجت مناهضة له فقتل في ٢٥ رمضان الماضي اكثر من ٧٠ شخصا، والملفت ان المجزرة التي قام بها المسلحون إستهدفت ابناء الطائفة السنية، ولم تضيء عليها وسائل الإعلام، كما قام مسلحو لواء التوحيد وجبهة النصرة بنزع "الكلى" و"قرنيات" الجثث بإشراف أطباء هنود وأتراك ليتم بيعها فيما بعد لتركيا ".
مآثر الميليشيا المسلحة في حلب لم تقف عند نهب المنازل، فقد وصل بهم الامر حد نشل ٣ شعرات وضرس للرسول بعد اقتحام مقام "سيدنا زكريا" ويقال ان الضرس اصبح في قطر والشعر في تركيا كما سارع الحلبيون قبل دخول المسلحين الى تهريب اموالهم عبر الحوالات الهاتفية، اذ ان شيئا لم يسلم من نشل كتائب الحر.
يلفت الحلبي إلى ان اكثر من ٧٠% من اهالي حلب الذين ينتمون إلى الطائفة السنية يؤيدون النظام السوري رغم انتمائهم للطائفة السنية، اما التطرف الديني في ريف حلب مرده التعبئة الطائفية وتخويف الناس مما يُسمى بـ"شبيحة النظام"، أما في ريف ادلب فكان السبب الفقر المتفشي، ولهذا قام المسلحون بإغراء السكان البسطاء الذين اقدموا على تسليم هوياتهم للمسلحين في بداية الاحداث مقابل حصولهم على كلاشينكوف ومبلغ مالي يتراوح بين ٣٠٠ او ٤٠٠ دولار شهريا، اما حاليا فتم تخفيض المدخول الشهري الى ٢٠٠ دولار في حين رفعت جبهة النصرة بدل اتعاب المقاتلين معها الى ٦٠٠ دولار اذا كان سوريا والى ٢٠٠٠ دولار للاجنبي ما يعكس وجود تمويل دولي يصل الى مسؤولي جبهة النصرة الوهابية المتطرفة".
الجيش السوري صمد ببسالة امام هجمات المسلحين فمعسكرات الجيش السوري التي سقطت تبين انها كانت مخترقة من قبل جواسيس، أما تلك المحصنة فاستطاعت الصمود حتى اليوم، مضيفاً "تم اعدام الكثير من عناصر الجيش السوري ميدانيا بالرصاص، فقد سقط اكثر من ٢١ عسكري في ثكنة هنانو عند احتلالها من الجيش الحر فتدخل حينها ١٠٠ عنصر من الحرس الجمهوري وقاموا بتحرير الثكنة التي دخلها حوالي ٢٠٠٠ مسلح قُتل نصفهم على الاقل."

يختم المواطن الحلبي بالقول "في خضم الحرب، اصبح بإمكان الحلبيين الذين يستضيفون المعركة على ارضهم ان يروا في مناطق الريف سيارات دفع رباعي انكليزية يقودها الافغانيين والباكستانيين والشيشان.

» كمين محكم للجيش السوري وحزب الله يودي بحياة أمير «جبهة النصرة» في القلمون
» فرنسا: ميليشيا الحر تسرق ذهب الحلبيين
» مسروقات الحلبيين في مزادات علينة للمسلحين
» الرئيس الباكستاني يؤكد ضرورة احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها
» غضب الحلبيين يثمر في كسر جزئي للحـصار