دام برس – خاص – اياد الجاجة :
"أزمة البنزين ستحل بدأ من يوم غد" هذه الكلمات أطلقها السيد مدير عام شركة خزن وتوزيع المحروقات تعليقاً على أزمة البنزين في مدينة دمشق، وكانت أسباب الأزمة حسب قول الجهات المعنية الأحوال الجوية السيئة وعدم توافر صهاريج لنقل المادة البيضاء إضافة إلى تحميل بعض السائقين سبب الأزمة بحجة وقوفهن ضمن طوابير من أجل تعبئة 10 ليتر من الوقود، اليوم وبعد مرور أسبوع على تصريح الجهات المعنية مازالت الأزمة مستمرة وانعكاساتها السلبية تشكل عبئ على المواطن وبشكل واضح حيث تجد طوابير طويلة تمتد إلى عدة كيلومتران على محطات الوقود لم نشهد مثلها من قبل.
أمام محطة وقود حاميش في مساكن برزة والتي استهدفها الإرهاب والتي عادت للعمل تجد صفاً من السيارات يمتد إلى عدة كيلومترات وقد تصل فترة الانتظار إلى أكثر من 4 ساعات، هذا المشهد يتكرر أمام كل محطات الوقود العاملة في مدينة دمشق مع قلتها واتساع المساحة الجغرافية للمدينة.
وإذا حاولنا تحليل الأسباب التي قدمتها الجهات المعنية في الشركة المعنية حول أزمة البنزين نجد أن الأحوال الجوية قد تحسنت وكافة الطرق أصبحت سالكة ومن الناحية الأمنية فالطرق أيضا كلها آمنة وبشكل أفضل من الفترات السابقة بفضل تضحيات حماة الديار، وأما بالنسبة للصهاريج فهناك عدد كاف منها لإيصال المادة إلى محطات الوقود، وأسعار البنزين لدى المحطات مازالت كما هي دون زيادة وفق تصريحات المسؤولين عن تسعير هذه المادة.
والسؤال هنا ما هو السبب الحقيقي وراء أزمة البنزين وإلى متى ستستمر وهل من الممكن أن تتحول إلى أزمة مزمنة قد يعتادها المواطن كما اعتاد أزمة المازوت والغاز، وأين هو دور الجهات المعنية في وزارة النفط ، أين هو دور الحكومة ممثلة في الجهة المعنية والتي أعطت وعودا بمتابعة القضايا المعيشية اليومية للمواطن وهل كانت وعود انتخابية، العديد من الأسئلة يتداولها المواطن ولكن لا جواب إلى الآن.
المواطن أصبح واعيا لما يجري حوله على أرض الواقع ويعلم بأن الإرهاب يشكل الجزء الأكبر من المشكلة ومازال هذا المواطن وسيبقى واقفا بوجه المؤامرة متمسكا بثوابته الوطنية ملتفا حول قيادته الحكيمة وجيشه الباسل.
ولكن أما آن الأوان للبعض أن يعمل وفق توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد حول الاهتمام بشؤون المواطنين والنزول إلى الشارع لملامسة معاناتهم.
اليوم وبعد انتظار أربع ساعات أمام محطة الوقود لم أتمكن من تعبئة أي ليتر من مادة البنزين وبعد عودتي إلى المنزل استطعت شراء ما أريد من مادة البنزين ولكن بسعر 100 ليرة سورية لليتر الواحد هل يستطيع أحد من الجهات المعنية أن يقدم تعليلا لسؤال هذا المواطن.
كيف تتوفر المحروقات على مختلف أنواعها في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة؟ سؤال بحاجة إلى جواب أيضا بعيدا عن التصريحات المسبقة الصنع.
لا يخفى على أحد أن هذه الأزمات المفتعلة والمتواترة تشكل عنصر ضغط على الحياة اليومية للمواطن وللوطن والمستفيد الأول منها هم تجار الأزمة الذين يتحكمون بالقيمة الشرائية للسلع في ظل غياب الجهات الرقابية وهنا نسجل وبكل شفافية تقصيرا واضحا على الجهات المعنية في الدولة وانطلاقا من الدور الفاعل للسلطة الرابعة بتسليط الأضواء على مواضع الخلل بهدف معالجتها ففي النهاية الوطن هو المستهدف وأي خلل في سياسة الدولة الاقتصادية والاجتماعية يساهم بشكل أو بآخر بالتأثير على معنويات المواطن المتمسك بوطنه ومواطنته.
ولابد من الإشارة إلى غياب دور ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان الذين يعتبرون شركاء في رسم سياسة الدولة كما نص الدستور على ذلك.
المطلوب من الجميع مواطنين ومسؤولين كل منهم في موقعه حماية الوطن من المؤامرة التي يتعرض لها وأن يساهم بالحد الأدنى من واجباته.