أبرز العشائر
في سوريا عشائر كثيرة تتفاوت في حجمها ونفوذها، لكنها تشكل ورقة حاسمة في معادلة الصراع على الأرض. ومن الصعب حصر هذه العشائر وتفرعاتها وأفخاذها، بين بني معروف والمقداد والجبور والزعبي والعقيدات وشمر والبقارة والحريري وغيرها، كما من الصعب حصر امتداداتها بين البلدان العربية. في التالي بعض أبرزها: عشيرة البقارة (أو البكارة): هي قبيلة سورية واسعة الانتشار بين العراق وسوريا والأردن وتركيا، وقد سُميت كذلك نسبة إلى الإمام محمد الباقر الذي يقولون إنهم متحدرون من سلالته. ويتراوح تعداد أبناء القبيلة ما بين 1.5 و2 مليون نسمة. وبحسب ما جاء في البيان رقم (283) الصادر عن المجمع العالمي لأنساب آل البيت، فإن قبيلة البقارة تعدّ من الأشراف، وهي تنقسم إلى ثلاثين فرعاً، لكل منها شيخ. أما الشيخ العام الذي يضم جميع الفروع تحت سلطته فهو نواف بن راغب بن حمود البشير المولود في محافظة دير الزور. وقد أصبح شيخاً في العام 1980، وانتخب عضواً في مجلس الشعب بين عامي 1990 و1994. ومثل سوريا ضمن وفود برلمانية مرات عدة. ويتواجد معظم أفراد القبيلة في سوريا والعراق، ويتركزون في الجزيرة الفراتية، بالإضافة إلى تواجد بسيط في الأردن وتركيا. أما في سوريا فينتشرون من دير الزور إلى حلب، مع العلم أن عددهم أقل من أبناء القبيلة في الموصل والفلوجة ونينوى وصلاح الدين في العراق. وتتجاور قبيلة البقارة مع قبائل شمر والجبور والعقيدات والعدوان. بني معروف: تُعتبر من أبرز عشائر سوريا. أبناؤها من الموحدين الدروز، ويعيشون في سوريا ولبنان وفلسطين، وتحديداً في الأماكن الجبلية كجبل العرب في سوريا وجبل الشوف في لبنان وجبل الكرمل في فلسطين المحتلة. وقفوا مع العثمانيين ضد حملة محمد علي ضد بلاد الشام وصمدوا في جبل العرب جنوب دمشق حوالي سنة بقيادة الشيخ إبراهيم الهجري، حيث كبدوا المصريين خسائر فادحة. وكان الحكم العثماني يبعث الحملات إلى الجبل للسيطرة عليه من دون جدوى. ولما سيطر الأتراك صاروا ينتهكون حرمات الجبل وعاداته ويعدمون أبناءه، منهم ذوقان الأطرش ويحيى عامر، قام الدروز بمحاربتهم ثم أعلنوا الولاء للشريف حسين وتطوع المئات منهم في الجيش العربي، وكانوا في طليعة الذين دخلوا دمشق ورفعوا العلم العربي فوقها. وأطلق أحد أبرز أبنائها سلطان باشا الأطرش الثورة السورية الكبرى في العام 1925، وشارك إلى جانب عشائر السويداء ودرعا في قيادة الثورة، بعد اعتقال الفرنسيين للعديد من زعماء الجبل ونفيهم وإعدامهم كما حصل مع أدهم خنجر. عشيرة الجبور: تعتبر سوريا المنبع الرئيس لعشائر الجبور المتوزعة بينها وبين العراق. وقد هاجر بعض أبناء القبيلة إلى العراق بين عامي 1750 و1918، حتى بقي العدد الأقل من أبناء العائلة في سوريا بعدما هاجرت الأغلبية لأسباب اجتماعية واقتصادية. برغم ذلك فإن عدد أبناء الجبور في سوريا اليوم لا يقلّ عن نصف مليون نسمة، عاش معظمهم في منطقة الجزيرة وتحديداً في محافظة الحسكة وأطراف دير الزور والرقة، كما أن لهم تواجدا بصورة عوائل كبيرة وقديمة في دمشق. ونتيجة بعدهم عن العاصمة دمشق بحوالي 800 كلم، فقد بقيت مناطقهم مهملة ما انعكس على حياتهم الاجتماعية، حيث غلبت صفات البداوة وغابوا عن مراكز القرار حتى السنوات القليلة الماضية. بعد ذلك دخل أبناء عشيرة الجبور في العديد من ميادين الطب والهندسة والتعليم وصناعة القرار. تتفرع الجبور إلى ثلاث عشائر يرأسها محمد الشيخ أحمد المسلّط الملحم. قد يعدّ أبرزها عشيرة الملحم الموجودة في العراق أيضاً التي تضم أفخاذاً متعددة أبرزها آل المسلّط الذين قدموا شيوخ ورؤساء لعشائر الجبور، ولهم مكانة رفيعة بين عشائر الجبور في العراق والعشائر العربية الأخرى. ويعرفون بأنهم فرسان ومحاربون شجعان، وكانت لهم علاقات جيدة مع الزعماء العرب وأبرزهم الرئيس جمال عبد الناصر. عشيرة العقيدات: من أكبر العشائر في سوريا ولها امتداد في العراق وعدد من دول المشرق العربي، وهم من العرب العاربة (القحطانية). وتعود تسمية «العقيدات» إلى نجد وتحديدا إلى منطقة الحائل في السعودية، حيث كان هناك أرض يسكنها العقيدات اسمها «العقدة» قبل قدومهم إلى الفرات. تتمركز القبيلة الآن على الضفة الغربية من نهر الفرات قرب دير الزور من قرية البوطية شمالاً إلى مدينة البوكمال جنوباً، بمسافة تقدّر بـ165 كلم، وعلى الضفة الشرقية من قرية جديدة حتى جبل الباغور مقابل البوكمال جنوباً، بمسافة 110 كلم. وتنقسم العقيدات إلى خمسة فروع كامل وكمال وزامل وزمال والبوسرايا. ويتواجد أبناء العقيدات في دول الخليج منذ نشأتها، منهم من حصل على الجنسية ومنهم من ولد فيها ودفن آباؤه في ترابها، إلا انهم وبالرغم من التطور والانفتاح وتحصيلهم للشهادات بقوا من أشد المتمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.