رائد فضاء أميركي يروي اللحظات المرعبة ونجاته بأعجوبة من كارثة تحطم المكوك «فيرجن»كشف الطيار الذي نجا بأعجوبة من كارثة تحطم مركبة الفضاء فيرجن “سبيس شيب تو”، كيف استطاع الخروج من المركبة المحترقة، والهبوط بمظلة الإنقاذ، من ارتفاع عشرة أميال عن الأرض.
وبعد إصابته بجروح خطيرة، استعاد الطيار المتمرس وعيه في منتصف الطريق أثناء سقوطه بمظلته، وتمتع بعزيمة كافية، مكنته من رفع يده للأعلى، ليراه زملاءه في طائرة الإنقاذ.
وتحدث الطيار الشجاع بيتر سيبلود لأول مرة عن المأساة التي راح ضحيتها صديقه المقرب، مساعد الطيار مايك السبري، كاشفاً أنه فقد وعيه، عندما انفجرت المركبة، لكنه نجا بواسطة مظلة الطوارئ، وذلك وفقاً لصحيفة دايلي ميل البريطانية اليوم الأحد.
وقال سيبلود، 43 عاماً، وهو متزوج وأب لطفلين: “لقد فقدت وعيي منذ البداية، لا أستطيع تذكر أي شيء، ربما ساندتني الطائرة الأخرى أثناء سقوطي بالمظلة، أتذكر أنني لوحت بيدي لهم، وأشرت لهم بأنني بخير، لقد كانت معجزة أن أنجو”.
واشتعلت المركبة على ارتفاع 10 أميال فوق مستوى سطح البحر الشهر الفائت أثناء قيامها بأول رحلة تجريبية منذ يناير (كانون الثاني)، وانتشر حطامها في منطقة مساحتها 8 كلم مربعة في صحراء موهافي شمالي لوس أنجليس.
وكان الطياران، يرتديان أقنعة الأوكسجين، وثبتا على مقعديهما بواسطة قوى الجاذبية، التي زادت مع ازدياد سرعة المركبة إلى أكثر من 900 ميل بالساعة، ثم وقعت الكارثة.
وأفاد شهود عيان أن الطيار سيبلود هبط ومعه جزءاً من مقعده، ومن المرجح أن قناع الأكسجين ظل في مكانه، لكن الارتفاع الشاهق، والضغط المفاجئ والقوى المتطرفة تسببت في إغماءه لثوان.
وفتحت مظلة الإنقاذ الخاصة بالطيار سيبلود، في ارتفاع 20 ألف “أف تي”، ومن غير المعروف ما إذا كان قد سحب الحبل أو أنها فتحت تلقائياً، وارتدى الطياران مظلات تفتح تلقائياً عند ارتفاع معين، في حالة الإغماء.
وأوضح الطبيب المشرف على علاج الطيار سيبلود “لا أعرف كيف نجح في الخروج من المركبة، إذ أنه لم يكن لديهم مقعد قذف، وفي الحالات الخطرة عليهم الزحف نحو الحفرة والقفز من هناك، لكن الطائرة تحطمت فجأة، أنا متأكد من أنه كان فاقداً الوعي لأنه لا يمكنه أن يحافظ على وعيه في هكذا ارتفاع”.
وتابع الطبيب “قال إنه لا يتذكر شيئاً من الحادث الفعلي، لا بد أنه استيقظ في منتصف طريق هبوطه، وكانت طائرة مطاردة تلاحقه لإنقاذه، وتمكن من التلويح ليشير لها، بأنه حي”.
وأضاف “إنه يتعافى في المنزل بعد إصابته بعظم العضد في كتفه الأيمن، ولديه إصابات في الضلع والرئة وكدمة في عينه، حيث أن درجة الحرارة كانت ناقص 60 درجة هناك”، وتابع “إنها لمعجزة طبية أنه نجا بالنظر إلى درجة الحرارة، ونقص الأكسجين والتغير المفاجئ في الضغط”.
تجدر الإشارة إلى أنه عثر على جثة مساعد الطيار السبري (39) عاماً، في الصحراء، وكانت لاتزال مربوطة إلى مقعده، حيث أنه لم يفتح مظلته.