صباح الخير لبيروت تنزف بايادي الفتنة - ناصر قنديل

صباح الخير

صباح الخير لبيروت الحزينة وهي تتلقى نبأ التفجير

صباح الخير للدخان والحرائق والدماء تنزف من اموال وارواح البرياء

قبل الحديث عن السياسة ومن إستهدف ومن أصاب

يجب القول أن القاتل مجرم لا يقيم للأرواح حساب

ففي كل مرة ليقتل واحد فيما للسياسة من تبعات

يسقط العشرات ضحايا وتخرب الممتلكات

ولا يقام لها حساب بين الحسابات

لكن يبقى السؤال

عن الهدف من وراء الإغتيال

ومن يقف وراء من نفذ العملية وماذا يريد

والأمر لا يتصل بالشخص وما اذا كان حليفا او في خط بعيد

بل بما ينجم من نتائج عن فعل اليد اللئيمة

وكيف تقرأ في السياسة ابعاد الجريمة

فبداية يجب أن يعلم من لا ينتبه للحقائق

أن الطعن لأي جسد في لحظة التوتر وعبور المضائق

يزيده تماسكا وقوة ولا يصيب منه ضعفا ولا ينهار

فلا سقوط محمد شطح ينهي تيار المستقبل و 14 آذار

و لا يغير غياب نجم في المساء تناوب الليل والنهار

سقط الحريري الأب و زادت العصبية قوة وإنفعالا

وكادت البلاد تذهب للفتنة إقتتالا

فالعاقل يفكر قبل توجيه الإتهام

ويعلم أن الأهم بعد القتل بأي إتجاه توجه السهام

نصف العمل تفجير السيارة أو الإنتحاري في الإغتيالات

ونصفه الثاني كيف تتفاعل العصبيات والإنفعالات

يجب أن تنقسم الناس بسرعة إنفعال العصبية

نصفها يتبسم ضمنا بدافع الخصومة ويعتبره إنتصارا للقضية

ونصفها الثاني يتثور غضبا ويتهم الفريق المقابل

وصاحب الإغتيال يدرس أهدافه بعناية شديدة

ليسهل ربط التوصيف والأسباب بالفخ والمكيدة

فلماذا محمد شطح اليوم إن لم يكن مدخلا للإتهام التبريري

أي لدوره بالتنسيق مع المحكمة الدولية كمستشار للحريري

وبما أن المحكمة تصيب عند فريق المستقبل في العصب الحساس

والمحكمة وجهت إتهاماتها لحزب الله و إنقسم من حولها الناس

فالإغتيال لجعل الإتهام لحزب الله قيد التداول

بعدما فشلت تفجيرات الضاحية و طرابلس بنقل اللبنانيين للتقاتل

و ليسارع المصابون بدم الإغتيال إلى ترداد الفرضيات التي وردت في المقال

و لتقبل فرضية المهمة التي قام بها شطح قبل الإغتيال

هكذا حدث يوم إغتيال الرئيس الحريري وصدر الخبر

ليس بإعلان الخبر بل بما وراء الخبر

يقال تفجير في بيروت يستهدف الرئيس الحريري ويسقط شهيدا

لكن التتمة تأتي بمعادلة تربط الخبر بإسترجاع يجعل الإغتيال بريدا

لا تقرأ الخبر بل جملة الجدير ذكره بعد الخبر فتعلم وظيفة القتل والدماء بالبريد

يقولون إغتيل الحريري والجدير ذكره انه وقف ضد سوريا بالتمديد

إذن القتل نصفه قتل ونصفه بالجدير ذكره إتهام سوريا بالتحديد

واليوم سنقرأ الخبر إغتيال شطح والجدير ذكره أنه صلة الوصل بالمحكمة

و الجدير ذكره ان المحكمة تنعقد قريبا وتتهم حزب الله فتصير حجة الإتهام محكمة

هذا هو نصف الإغتيال الحقيقي وبدونه يذهب القاتل إلى الفشل

لكنه يعرف طباع الذين سيتلون البيان فوق الجثمان ويوصفون ما حصل

يعرف أنه نصب لهم الفخ وسوف يقعون بما رسم

وانه بعد فعلته سيجلس فرحا بسماعهم وقد إبتسم

ولو جربوا مرة وقالوا عكس ما وصف

سيكتشفون ان القتل يتوقف لأنه لا يحقق الهدف

ولو توقفنا أمام علاقة شطح بالأميركيين

وما يجري في العلاقة الأميركية بإسرائيل والسعوديين

لفهمنا أن حجرا واحدا يصيب عدة عصافير

يفهم الأمريكي بعد التفاهم مع إيران أن جماعته باتوا مجهولي المصير

ومن جهة يجر البلد للفتنة عبر الإتهامات الجاهزة

ومن جهة يهيئ لإسرائيل ما تظنه نيل الجائزة

بشيطنة المقاومة وإستنزافها معنويا وعسكريا وتوجيه الإتهام إليها

وجرها للفتنة الداخلية كي تسهل الحرب عليها

الوعي ثم الوعي ثم الوعي طريق الأمان

حمى الله لبنان من الفتنة وحمى المقاومة في لبنان

صباح الخير للوطن

صباح الخير للامان بوجه الفتن

ناصر قنديل